الثلاثاء، 8 نوفمبر 2016

ضريبة الكفاءة






لطالما سعى الإنسان لنيل السعادة، وهو في سعيه هذا قد حاول ولا يزال في زيادة فعالية ونجاعة وسائله وأدواته؛ فالإنسان الأول صنع من الصخور أسلحته الأولى؛ ليطعم نفسه وعائلته مما تناله يداه من الصيد. وقد تطورت آلات الإنسان ووسائله بتعاقب الأزمان، وهو مع كل تطور يتخلف خطوات عن هدفه ومطلوبه السعادة.
       
شهد العالم في القرن الماضي تطورا كبيرا في كافة المجالات في الصناعة والطب والتقنية وغيرها. أدى هذا التطور وزيادة كفاءة الأدوات والوسائل إلى تضاعف أعداد البشر مرات عديدة؛ فالعالم الذي كان يحوي في بداية القرن التاسع عشر مليار إنسان، بات يغص اليوم بسبعة مليارات نفس، وفي العالم دول يقطنها ما يربو على مليار شخص.
       
في وضع كهذا حري بالمرء أن يجاري الكفاءة التي ابتدعها هو؛ ففرص التعليم الجامعي وفرص العمل لم تعد بمتناول الجميع، وإنما هي لمن ينجح في مسايرة الكفاءة أو لإبناء الأثرياء وذوي المناصب، ومن يفشل في تحقيق ذلك يقذف به خارج اللعبة؛ ليجد نفسه أمام خيارات قاسية إما الانتحار أو الإدمان أو الجريمة.
      
 هذه الكفاءة التي اخترعها الإنسان؛ ليتغلب على العوامل الطبيعية والبيئية من أجل تلبية حاجاته ورغباته وتحقيق سعادته، بات عليه أن يجاريها حتى هو نفسه، وإلا فمصيره الخذلان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق